[center]كان للخليفة المأمون جواد أصيل مميّز، رغب رئيسُ قبيلة
في شرائه فرفض المأمون بيعه. فقرّر ذاك الحصول عليه
بالخداع. وإذ علم أنّ المأمون معتاد أن يذهب
إلى الغابة ممتطياً جواده ذهب وتمدّد على الطريق،
وتظاهر بأنه شحّاذ مريض ولا قوّة له على المشي.
فترجّل المأمون عن حصانه وقد أخذته الشفقة، وعرض عليه
أن ينقله على حصانه إلى مستوصف لتطبيبه،
وساعده على الركوب. وما أن استقرّ صاحبنا على ظهر
الجواد حتى لَمزَه برجله وأطلق له العنان.
فشرع المأمون يركض وراءه ويصيح به ليتوقّف
ولمّا أصبح الرجل على بعد كاف ليكون في أمان،
توقّف ونظر إلى الوراء فبادره المأمون بهذا القول:
لقد استوليت على جوادي، لابأس!
إنّما أطلب منك معروفاً
وماهو؟
ألاّ تقول لأحد كيف حصلت عليه
ولماذا؟
لأنه قد يوجد يوماً ما إنسان مريض حقاً ملقى على قارعة
الطريق محتاج للمساعدة. فإذا انتشر خبر خدعتك،
سيمر الناس به ولن يسعفوه خوفاً من أن يقعوا
ضحية خداع مثلي.
فلما سمع الرجل هذا الكلام شعر بالندم
و أرجع للمأمون حصانه قائلا:
هزمتني بكرمك و مروءتك . أرجوك أن تسامحني
العبرة
تأكد أن حب الخير للآخرين لا يمكن أن يكون
على حساب حياتك أو كرامتك
لأن الله يكون معك في كل خطوة تخطوها