مراد بن محمد–مخيم الشوشة (تونس)
تسود حالة استقرار يشوبها الحذر مخيم الشوشة قرب معبر رأس جدير بين تونس وليبيا، بعد تحذير من "مرحلة الأزمة".
فقد تقلصت حركة توافد اللاجئين من ليبيا على الرغم من تأزم الأوضاع الأمنية، مما جعل منظمات دولية تتساءل عن أسباب هذا التراجع الفجائي.
وبدأ عدد الوافدين يتراجع بداية من الاثنين حيث وصل إلى 1800 شخص يوميا، وانخفض أكثر الثلاثاء، وتراوح بين عشرة آلاف و12 ألف شخص الأيام القليلة الماضية.
ووفق مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس والمدير العام لمنظمة الهجرة الدولية وليام سوينغ فإن عدد من عبروا الحدود باتجاه تونس ومصر "يمثل فقط 15% من إجمالي من يريدون مغادرة ليبيا".
وليام سوينغ قال إن من عبر الحدود يمثل 15% فقط ممن يريدون مغادرة ليبيا (الجزيرة نت)
وقال سوينغ في لقاء خاطف بإعلاميين الثلاثاء لدى زيارته معبر رأس جدير "تراجع عبور اللاجئين لا يعني أنهم لا يريدون العبور".
استعدادات
وعلى الرغم من استقرار الأوضاع نسبيا، ما زالت منظمات دولية تنصب الخيام تحسبا لاستئناف التدفق بأعداد كبيرة سيما مع احتدام مواجهات الثوار وقوات معمر القذافي.
وأكدت مختلف المنظمات الدولية والجيش التونسي والجهات المتعاونة أنها عززت جهود وآليات الإغاثة والنجدة على الحدود.
ووصلت إلى الشوشة مساعدات إنسانية وطبية من الجزائر وألمانيا والمغرب والإمارات التي أنهت الثلاثاء نصب مخيم مستقل –على بعد كيلومترين من الشوشة - يتسع لسبعة آلاف شخص معد للعائلات العربية خاصة منها الليبية، ويضم مستشفى ميدانيا تبلغ طاقته مائتي سرير.
كما أقيم مخيم عسكري مغربي يضم مستشفى يؤمن عيادات طبية في كل الاختصاصات وعمليات جراحية ووحدة للتحليل وصيدلية.
وتفقد المخيمَ وزير الشؤون الاجتماعية بالحكومة الانتقالية التونسية محمد الناصر، والمدير العام للصحة العسكرية محمد كمال الشابي، ومحافظ مدنين نبيل فرجاني، ووفد مفوضية شؤون اللاجئين، والمدير العام لمنظمة الهجرة.
مشكلة الترحيل
وأفاد مسؤول عسكري تونسي لدى شرحه للضيوف ما جرى بداية الأسبوع الماضي أن المشكلة حصلت بسبب عدم توازن بين عدد القادمين والمغادرين.
وقال الناصر في لقاء صحفي بمخيم الشوشة، إن العمل سيركز على مساعدة بقية العالقين في الرجوع لأوطانهم خاصة البنغاليين، بالتعاون مع منظمات دولية ودول صديقة بهدف "التخفيف من عدد المقيمين بالمخيم تحسبا لكل طارئ".
محمد الناصر: نعمل على التخفيف من عدد المقيمين بالمخيم تحسبا لكل طارئ (الجزيرة نت)
وفي رده على سؤال للجزيرة نت عن وضعية الصوماليين والإرتيريين الذين غادروا بلدانهم بسبب الحروب، قال إن هذه مشكلة لا تهم تونس وحدها وستبحث مع مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين.
وبدأ الثلاثاء إجلاء البنغاليين إلى بلادهم على متن الخطوط التونسية وعلى نفقة منظمة الهجرة الدولية، وفق ما قال للجزيرة نت مسؤول بالمنظمة في مطار جربة جرجيس.
وقال وزير الدولة بمجلس الوزراء السوداني أحمد كرمنو، الذي زار المخيم للاطمئنان على أبناء جالية بلاده للجزيرة نت، إن نحو خمسمائة سوداني ستُؤمَّن عودتهم اليوم الأربعاء.
وحاولت الجزيرة نت معرفة سبب تقلص عدد الوافدين، لكن من نجحوا في المرور يرفضون الإدلاء بتصريحات، وإن اكتفى ليبيٌ بالقول متهكما "نحن في حالة السلم نعالج في تونس أما الآن فكل شيء بخير".