نقلت وكالة رويترز للأنباء عن شاهد عيان قوله إن قوات العقيد معمر القذافي استعادت السيطرة على مدينة زوارة في غرب ليبيا قرب تونس، وإن القتال مع الثوار انتهى.
وكان شاهد العيان جمال الزواري قد أكد -قبل دقائق قليلة في اتصال هاتفي مع الجزيرة- أن كتائب القذافي قصفت لساعات المدينة برا وجوا، فيما اقتحمت دبابات القذافي وسط المدينة واشتبكت مع الثوار، بينما حاصرت قوات أخرى المدينة من كل الجهات.
ووصف الزواري ما تشهده المدينة بحرب إبادة، وشبهه بما تعرضت له مدينة الزاوية قبل أيام على أيدي الكتائب الموالية للقذافي، فيما سمع صوت الرصاص عبر الهاتف الذي كان يتحدث منه الشاهد، الذي أكد أنه من الصعب في الوقت الراهن تحديد عدد الضحايا.
وكانت مصادر ليبية قد أعلنت في وقت سابق، مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين في القصف الذي استهدف المنازل شرقي الزوارة.
وأوضحت المصادر أن كتائب القذافي عززت خلال ساعات النهار وجودها حول المدينة بالاستعانة بقوات من منطقة مليتا إلى الغرب من طرابلس.
"
الطائرات التابعة للقذافي شنت غارات جوية على المدخل الغربي لمدينة أجدابيا
"
قصف أجدابيا
وفي الشرق الليبي، شنت الطائرات التابعة للقذافي غارات جوية على المدخل الغربي لمدينة أجدابيا، ونقل مراسل الجزيرة عن الثوار قولهم إن هذا القصف لم يسفر عن إصابات بشرية.
وقالت مصادر في الثوار إن قصف المدينة يهدف إلى بث الذعر والهلع في نفوس الأهالي وإجبارهم على الهرب عن المدينة، لكن الأهالي يرفضون المغادرة.
وتعتبر أجدابيا أحد معاقل الثوار الإستراتيجية والحيوية، ومنها ينطلقون للدفاع عن البريقة خط الدفاع عن الشرق.
استعادة البريقة
وفي الأثناء لا يزال الثوار يحكمون سيطرتهم على البريقة بعد معارك عنيفة مع قوات القذافي.
وأكد الصحفي عريش سعيد للجزيرة أن البريقة لا تزال منذ الاثنين تحت سيطرة الثوار الذين تمكنوا من صد كتائب القذافي، بعد معارك عنيفة وكمين أوقع منهم أسرى وكبدهم خسائر فادحة في القوات والمعدات، ودفع بهم إلى الصحراء.
الثوار استعادوا سيطرتهم على البريقة (الجزيرة)
وأضاف أن الثوار أعطبوا عددا من الآليات واستولوا من فلول الكتائب الهاربة والأسرى على عدد كبير من الأسلحة المتطورة والخفيفة التي لم يشاهد مثلها من قبل.
التوجه شرقا
وكان آمر التوجيه المعنوي في القوات المسلحة العقيد ميلاد الفقهي، قد أعلن أن قواته ستواصل التوجه شرقاً، مؤكداً -في مؤتمر صحفي- عزم تلك القوات على "تحرير" جميع المدن ممن أسماهم "العناصر الجهادية المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة".
وأكد الفقهي أن مدينة مصراتة (شرق طرابلس) التي يسيطر عليها الثوار حالياً، لن تكون فيها مشكلة مع إقراره بسيطرة الثوار عليها، وقال "مصراتة تتحكم فيها مجموعة من الإرهابيين، وستتم إزالتهم وعودتها إلى طبيعتها".
كما نفى بشدة أنباء تحدثت عن انشقاقات في صفوف الكتائب التي تحاصر مصراتة، وقال إن "الوحدات المسلحة كلها مؤيدة للقذافي"، وليس من المعقول أن هذه الوحدات التي قاتلت أربعين عاماً إلى جانبه تغير نفسها الآن.
وكان مراسل الجزيرة نقل عن مصادر في مصراتة أن عناصر في صفوف الكتائب الموالية للقذافي رفضت مواصلة الهجوم وإطلاق النار على المدنيين، مما أدى إلى وقوع انقسام داخلها.
كتائب القذافي تسيطر على رأس لانوف وبن جواد بعد أن هجرهما سكانهما (روينرز)
ولا تزال كتائب القذافي تسيطر على مدينتيْ رأس لانوف النفطية وبن جواد غرب البريقة، واللتين اضطر الثوار للخروج منهما على وقع القصف العنيف الذي استهدفهما من الجو والبر والبحر.
وقد أكد الصحفي سعيد أن المدينتين خاليتان من سكانهما وتسيطر عليهما كتائب القذافي، مضيفاً أن المنشآت النفطية في رأس لانوف والسدرة المجاورة لها تضررت كثيرا نتيجة القصف العنيف.
انضمام عقيد
في غضون ذلك قالت مصادر مطلعة للجزيرة إن العقيد الركن خليفة بلقاسم حفتر -الذي كان أحد قادة الجيش الليبي في الحرب مع تشاد- عاد إلى ليبيا لدعم الثوار.
وفي هذا السياق دعا اللواء محمد عبد الرحيم -الذي انشق عن قوات القذافي قبل أسابيع- المجتمع الدولي إلى مد الثوار بالأسلحة بدلاً من التفرج على القذافي وهو يذبح شعبه، على حد تعبيره.
المصدر: الجزيرة + وكالات
احفظ وشارك